رسالة من الباحث الرئيس

كرسي عبد اله وسعيد بن زقر لأبحاث ومكافحة مرض الإيدز

      هناك عدة أسباب وجيهة لتشجيع أبحاث مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في المملكة العربية السعودية.  أولها إفتقار الوضع الوبائي للمرض  إلى الدراسة والتحديث المستمرين بالمقارنة بما يتم في دول أخرى كثيرة.  ومن الملاحظ أنه توجد نواقص عديدة في الإحصائيات الرسمية المرسلة إلى منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات العالمية.  ثانيها أن الشعور بالوصم تجاه المرض هو الأمر الشائع في المجتمع السعودي.  ويعتبر هذا الشعور متوقعا بالنسبة لمرض يعتبره الكثيرون عقوبة إلهية عادلة على سلوك خاطئ.  وبينما يبقى انتشار الإيدز في مجموعات ذات نسبة تعرض عالية ، مثل متعاطي المخدرات الوريدية، غير مدروس يبدو أن انتشاره بين المساجين مرتفع جدا.  ثالثها ، أن دراسة  المرض بين الوافدين المصابين بعدوى الإيدز والذين يشكلون ثلثي المصابين في المملكة لا يتطرق إليها أحد باعتبار أن مشكلتهم  يمكن حلها بترحيلهم الفوري بمجرد إكتشافهم ، بينما يظهر الواقع أن أعداد هؤلاء في تزايد مستمر.    رابعها أنه بينما تتحمل الدولة المسؤولية كاملة لتوفير أحدث العلاجات للمواطنين فإن علاج ورعاية المصابين الأجانب غير متاحين.  خامسها أنه لا تبذل جهود خاصة لاكتشاف وعلاج الحوامل المصابات لتجنب انتقال العدوى إلى أطفالهن. كذلك الأمر بالنسبة لإتاحة  العلاج للمصابين الأجانب ممن يمكن أن يتحملوا نفقة علاج أنفسهم بأنفسهم.  سادسها أن كثيرا من المواضيع الاجتماعية والحقوقية المتعلقة بالمرض لا تزال مبهمة.  وقد كانت هناك محاولة من جمعية حقوق الإنسان السعودية لوضع نظام يوضح حقوق مرضى الإيدز إلا أنه تم إجهاض تلك المحاولة من قبل المسئولين الصحيين  بحجة أنه لا حاجة لمثل هذا النظام بل إنه قد يؤدي إلى التحيز ضد الأشخاص الذين ينوي حمايتهم .  ويتطلب إجراء إختبار الإيدز في المملكة في أغلب الأحيان الكشف عن هوية طالب الفحص بينما يبقى من النادر إجراءه بطريقة المشورة والفحص الطوعي.  كذلك تم إدخال فحص الإيدز إجباريا ضمن فحوصات ما قبل الزواج. ونفس الشيء ، أي الفحص الإجباري، يطبق على العمالة الوافدة.  آخر هذه الأسباب هو أنه لم يتم حديثا إجراء تقييم لمدى وعي المواطنين السعوديين بمرض الإيدز واتجاهاتهم نحوه. 

    هذه الجوانب تمثل الاهتمامات الرئيسة لكرسي عبد الله وسعيد بن زقر لأبحاث ومكافحة مرض الإيدز بجامعة الملك عبد العزيز بجدة.

                                                             أ.د. غازي عبد اللطيف جمجوم

                                                                       الباحث الرئيس